حتى لا ننسى وكسان، حلقة خاصة و برنامج خاص ترمي من وراءه بوابة أزغنغان الإخبارية تسليط الضوء على ما خلفه إغلاق منجم سيف الريف وكشف الدمار الذي لحق كل شيء، فلم تسلم الجدران بل و حتى الحجر.
وكسان كيف كانت و كيف أصبحت؟ من مرافق شتى إلى خراب شامل، حقاً إنه ذلك الاستعمار من بنى وشيد وكان ذلك على حساب عرق أجدادنا وخيرات أرضنا، لكن في المقابل نحن من دمر و سرق وكل بطريقته... وما بيع آليات و معدات في سوق الخردة رغم أن قيمتها تعد بالملايين إلا دليل على ذالك... هذا غيض من فيض كما يقال.
من أين نبدأ وأين ننتهي؟ أترانا نبدأ من زمن الاستعمار ونتحدث عن(بوثنقيت) أم من تاريخ استلام بني جلدتنا تسيير الشركة الإسبانية لمناجم الريف بعدما أصبح اسمها شركة استغلال مناجم الريف؟
دعونا نتحدث عن الفترة الأخيرة، فترة غادر فيها الاستعمار وخلف وراءه مهمة تسيير أكبر منجم للحديد في شمال إفريقيا، منجماً شهدت معه وكسان والمنطقة بأسرها رواجاً اقتصادياً كبيراً رافقه انتعاش في الثقافة والرياضة والصحة (أندية موسيقية، نادي نسوي، روض نموذجي للأطفال، مركز للتكوين المهني، فريق كرة قدم ضم لاعبين كبار، ممارسة كرة المضرب، مقر للنادي ضم كل المرافق: قاعة اجتماعات، مقهى، مطعم، وأماكن للمبيت، إضافةً إلى مرافق صحية تمثلت في مستوصفين). فقد صدق من أطلق على وكسان آنذاك اسم القرية النموذجية، فهي كانت كذلك لكن لم تبقى لأسباب معروفة لا يتسع المجال لذكرها فلكل مقام مقال.
توفيت الشركة (إن صح التعبير) عملياً رغم أنها قانونياً مازال لها وجود، وتوفيت الأحلام وتبخرت الآمال وآثر الكثير المغادرة في صمت والهجرة بعيداً بحثاً عن مستقبل فقدوه في أرضهم.
لعل البعض يظننا نبكي على الأطلال، لكن ما لهذا السبب أنجزنا هذا الربورطاج المتواضع، بل صنعناه كي نوصل رسالةً إلى كل من يهمه الأمر (أهل وكسان خصوصاً) مفادها أن النظر إلى الماضي أحياناًَ لا يجدي نفعاً بل يكون مضيعةً للوقت وتشتيتاً للفكر وإهداراً للجهود، فالبكاء وراء الميت خسارة، والمستقبل أحق أن يفكر فيه بتكاثف الجهود والتعاون على البر والتقوى وترك القيل والقال.
رسالتنا إلى المجتمع المدني إلى كل من يسمي نفسه فاعلاً جمعوياً، ماذا قدمت لخدمة قرية أحبتك ولكنك لم تكن وفياً لهذا الحب؟...
نرجوا منكم أن تعذرونا فوكسان تستحق منا أكثر من وقفة، لكن هذا ما استطعنا الوصول إليه، فقد اقترحنا على الكثير المساهمة معنا فكان الجواب بالرفض.
بحول الله مع قوته لن يكون هذا اللقاء هو الأخير مع و كسان الحبيبة بل سنعود إليها لننقل لكم مشاكلها وآمالها وأحلام أهلها.