أزمة مؤسساتنا التعليمية

لم يعد قلبي مطمئنا كما كان عليه من قبل، كما ينتابني شعور من الحيرة والدهشة في أحايين كثيرة وفي بعضها ينتقل هذا الشعور إلى اليأس والإحباط مع حزن عميق لأني لا أستطيع فعل شيء لأغير هذا الإحساس المؤلم الذي يغمر قلبي .إنه واقع مرير أعيشه حين أفتح عيناي عن الشأن التعليمي وحين يفاجئني الواقع بالجديد وحين وحين..
يبدوا لي، ولا شك، أنكم تشاطرونني نفس الرأي فيما يخص واقع هذا التعليم ها هنا فاشل وهذا عائق في حركة الحياة عندنا فقد أصبحنا نشك في مؤسساتنا التعليمية : أهي مؤسسات تعليمية تربوية ام منتجعات للتسكع ؟ هل هي مدارس للأخلاق أم منعطفات للإنحراف ؟ أمقرات للتكوين والتحصيل العلمي أم لمضيعة الوقت وعدم الإستفادة منه ؟ ...لست أدري
مما لا شك فيه اليوم أن مؤسساتنا التعليمية لم تعد تقوم بدورها الفعال على أكمل وجه كما كانت عليه من قبل فقد أصبحت مبثابة مستنقعات للمنحرفين والمشاغبين ..وكل من هبب ودب أصبح يتسكع كيف شاء وكما شاء داخل مؤسساتنا التعليمية، والإدارات في سباة عميق.
المدير والحارس العام والأستاذ وكل من يعمل داخل مؤسسة تعليمية أصبحوا ينهجون سياسة "كلها يلغي بلغاه" ويعبر عنها البعض بسياسة " حيد على راسي و شقف" وكذلك سياسة "أسپتشار" كما نقول بمصطلحاتنا الأمازيغية؛ لا أحد يفكر في مستقبل الأجيال ولا في مصالح أبناء الشعب وما يزيد الطين بلة هو ما تواجهه إدارات مؤسساتنا التعليمية من غياب عوامل التجربة والتقنية في العمل ونقص فيب العنصر البشري وكل هذا عار على جبين أمتنا

أما ما يزيد الوضع سوء ا فيتجلى في تخريج متسكعين إلى الشارع بعيدين كل البعد عن قضايا الإنسانية والمواطنة الحقة و بعيدين أيضا عن مفهومي الوطن والوطنية.
هؤلاء طبعا لا يعدون إلا بمثابة عالة على هذا المجتمع ( إنها هموم حاظر ما أقساه وستكون ذكريات ماض ما أتعسه...هذا حين سيسبنا التاريخ) وهذا ما لانريده لوطننا الحبيب ولا لأمتنا ولا نريده لأي مغربي ولا مغربية ولا لأي مسلم ومسلمة على وجه هذه الأرض .
حين نسترجع بعض مراحل التاريخ نجد أن العلم والتعلم جزء ان لا يتجزء ان من حضارتنا وهذا ما يعترف به العدو والصديق لكننا اليوم ومع شديد الأسف لم نحافظ عن هذا الإرث الحضاري بل وساهمنا في تخريبه