عقد النائب البرلماني عن حزب العدالة و التنمية ، السيد نور الدين البركاني، امس الخميس 23 فبراير الجاري، لقاء تواصليا مع تلامذة و اطر ثانوية عبد الكريم الخطابي بالناظور ، تم خلاله تدارس تداعيات قرار إلغاء صفة التميز عن الثانوية المذكورة ، و قد استمع السيد البرلماني الى طروحات وفد الثانوية ، و التي انصبت حول الآثار السلبية التي ستترتب عن هذا القرار على السير العادي للعملية التعليمية التعلمية لدى التلاميذ .
و قد انتقد أعضاء الوفد هذا القرار الذي اعتبروه ضربا في الصميم لحق مكتسب ،كان يشكل بالنسبة لتلامذة المؤسسة حلما حقيقيا قبل ان يتحول الى سراب ، سيما انه اتى في ظرفية حساسة من الموسم الدراسي الذي يعرف عادة اجراء الامتحانات و اقتراب نهاية السنة الدراسية .
و وجه التلاميذ انتقادات حادة الى التصريح الأخير الذي ادلى به وزير التربية الوطنية ،محمد الوفا، بهذا الخصوص ، و الذي قال فيه بان ثانويات التميز من شأنها ان تحدث التمييز بين التلامذة المغاربة ،و ان هذه المؤسسات تتألف بالدرجة الأولى من أبناء الأعيان ، و قد ادلى الوفد للسيد البرلماني بلائحة لتلاميذ التميز معززة بهويات ابائهم و مهنهم و التي تفند بشكل قاطع تصريحات الوزير .
و دافع تلامذة المؤسسة باستماتة عن الأفضال و الايجابيات التي كانت ترجى من مشروع ثانويات التميز ، سيما في إنتاج نخبة تلاميذية بكفاءات عالية سواء من حيث التحصيل الدراسي ، كما بالنسبة لتنمية مداركهم و صقلها بالشكل الذي يجعل منهم مشاريع اطر الغد .
و شرح السيد البرلماني للوفد ان السياسة التعليمية التي تتبناها الوزارة على غرار باقي السياسات القطاعية الأخرى ينبغي ان تؤخذ بشمولية ، و ان تنسحب على كافة المواطنين كيفما كان مستواهم ، على اعتبار ان التلاميذ الذين يحصلون على علامات متوسطة او متدنية ليسوا بالضرورة تلاميذ فاشلين، بل على العكس من ذلك هم مشاريع تلاميذ متفوقين و قادرين على تحسين مستواهم و اكتساب صفة التميز في آية لحظة ، و بالتالي فعزل التلاميذ المتفوقين عن قرنائهم من ذوي المستويات المتوسطة من شانه ان يحدث ثغرات كبيرة في المنظومة التعليمية، بالشكل الذي يزيد المتفوقين تميزا و يعمق الفشل لدى التلاميذ من ذوي المستويات المتدنية ، و ان التلاميذ ذوي المستويات المتدنية هم في حاجة ماسة إلى قرنائهم المتفوقين من اجل خلق التكامل التربوي المطلوب .
و وعد السيد البرلماني الوفد بتقديم استفسار لوزير التربية الوطنية في الموضوع و بإبلاغه بكل ما دار في هذا اللقاء التواصلي الذي كان غنيا بالأفكار.